رأيتكِ ذاتَ رماد
يلفّك بحر السّكون
فأسرجتُ ريحي
وقلتُ أريحي سواد العيون
ورشّي رذاذا على صفحة البحر
ليرقص ضوؤك في ساحة البدر
فما طاوعتني يداي
ولا أسعفتنيَ كأس
ولا اسطاع كعبي اعتلاء الرّكاب
فها قد شققت وحيدا ثيابي
ووزّعت قلبي بأرض اليباب
غريب المحيّا غريب اللّسان
عيِيّ العباره
وما زال قرن الغزالة يمكو الفريصة
حتى أكون.
وقد لا أ كون
إذا طوّقتني صحارى الرّماد الّذي في العيون
وكنت الفريسة.
لَكَمْ سال قلبي سؤالا على عتبات الجفون
إلى أن تفجّر صخري
ومادت حنايا الغصون
ولكن دراكا تبدّت تباريح ظنّي
فخايلتُ نسرا يغطّي عنان السّماء
بعين تميل إلى حيث مال الكبد
وقرن الغزالة غاب
فمن لي بنار القِرى!
وقد رجّ قلبي سؤال الرّجاء
وشابت رؤاي غيومي وطيني
وشاب الغراب
فما شِمت في الأفق برقا
ولا عاج قلبي على وردة في الصّقيع.
أيا زهرة طوّحتني إليها المسالك
تجرّدتِ من كلّ ثوب مخيط
وأرخى العذاب على وجنتيك سدول الذّبول
وعيناك غابات نخل تطول... تطول....
ولا تبسمان لحزن الرّبيع.
لمن تغزلين المحيط
وهذي الرّعود
تزمجر: أن لا يعود
وأنت تعُدّين أشلاء قلب براه الذّهول
أراه يسابق موج المساء
_ وهل حقّ لي أن أرى؟_
إلى مركب رنّحته العواصف
أما زال في القلب نزع يلبي الهواتف؟
وكيف إليه الوصول؟
تطاول ليلي بوادي القُرى
وشطّ المزار إلى دار ليلى
وخدر عنيزة
وشتّت قلبي خيال السّرى
فلا عرش فيه ولا آل.
ولا عشق يسعدْ به الحال
أيا حلوة الوجنتين
سلاما على ربع قلب
تصير هشيما كلا جنّتيه
ويكسر الإيقاع في نسغ وردتيه
المختار حسني
البيضاء في 2007-08-02
شعر الأستاذ: المختار حسني |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.