كلّما قلتُ النّهاية
لاحت بداية
إنّ اللّواتي جئن قبلك
لا يُشبهنك
من تحت أقدامهنّ … لم يُزهر رصيف
وعلى ضفائرهنّ … ما حطّ حمام
لا الشّمس تجلّت
وما أمطر في خريف غمام
منذ ألف عام
تهيّأت إليك
يا أجمل الصّبايا
في كلّ ما سمعتُ و رأيت … أو قرأت
كنتِ أجمل حكاية
فحدّثيني عنك
عن النّجوم التي أفلت في كفّي
عن أصابعك التي أشعلتِها شموعا
ولم يرها أحد
عن المراكب التي أبحرت إلى الضّفة الأخرى
وعادت ملحا على زبدْ
عن القوافل الّتي تاهت في الرّمال
عن الفارس الّذي مازال يُحاصر القلعة
وينتظر المَددْ
حدّثيني عنك
يا فاكهة النّار الموقدة
في دروب الشّتاء
عاريا
حافيا
طرقت بابك اللّيلة
كالإبرة تخيط وتظلّ بلا كساء
أنا جئتك مرتجفا
فدثّريني
و حدّثيني عنك
عن قديم الجراح
اِعزفيني لحنا … بلا وتر
واغسليني بالضوء
ثمّ اُنشُريني في المطر
لألقاك أبيضَ … نقيّا كالياسمين
في ضوء الصّباح
لا تسكتي عن الكلام المباح
بشدو الطّيور الّتي ما حواها قفص
بعطر الزّهور الّتي
ما جناها مقصْ
اكتُبيني كلمةً عذراء
على الأوراق الحَرّى
برعشة القلم
إذ يغشى الورقة
بأحلى كلام
حدّثيني عنك
بالحروف المرفرفة حول شفتيك
عن الرّؤى الجذلى
عن آخر جزيرات في أبعد بحار
عن أروع أقمار
عن سالف الدّهور وقادم الزّمان
فأنا ما سمعت أحدا
سواك
… البهاءُ القدسيّ
منك ناضح
في انسياب الجداول
رقراقٌ على أجنحة قوس قزح
خفّاق …
للنّبع الصّافي … للفضاء الأعلى
مشتاق
يا كاملة الصفات
عن الدّنيا الجديدة حدّثيني
فاللّيل فات .. والفجر آت
كلّما قلت نهاية
لاحت بداية
لا شيء يفنى … لاشيء يُعاد
فما سرّ الحكاية
يا شهرزاد…؟
نُشر النصّ في "دروب" على الرّابط أدناه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.