الشّاعر: لطفي الشّابّي |
وَجْـه
الشّهيد
أرى الآن وجهي واضحا في الضّبابْ
أرى صورتي واقفه قرب بئر الكلام
فماذا فعلتُ لِتنقشني إبرة الوقت على ضفّة راقِده
ماذا فعلتُ لترفعني موْجةٌ عاشقة صوْبَ نبْع الغناءِ
وتَصرعني موجةٌ حاقِده؟
ماذا فعلتُ غيرَ أنّي ركضت إلى شارع ضيّق في الهُتاف
فوسّعتُه بالنّشيد المُريدْ
وصِحْت مع الشّجر الواقف في الوريدْ:
ارحـــلوا!
غادروا فجْرَنا، أرضَنا، دمَنا
غادروا ضَوْءَ أيّامنا
لوْنَ أعلامنا
دِفْءَ المواعيد في ليْل أحلامنا
فقدْ مَـلَّكم درْبُ هذا المسير الطّويل إلى غدِنا
وملّتْكُمُ مُفرداتُ النّشيدْ
أرى وجهيَ الآن واضحا في الضّبابْ
أرى صورتي واقفه فوق صدْر البلادْ
فماذا فعلتُ لترسمني ريشةٌ كاذبَه
ما كان في حِبْرها غير وجْه الغريب
الّذي أطفأ جبهتي الغاضبَه
ماذا فعلتُ لتكتبني الأغنيات السّخيفه
وترفعني أذرع كنتُ حرّرتُها من طقوس
السّجود إلى صنَم غارق في دِماها
كُنتُ طهّرتُها مِن حريق رؤاها
ومِن سَـيْرها اللاّهث في السّرابْ
ماذا فعلتُ لتسرقني خُطَب الرّاكضين
إلى عرش غفْلتهم عن رؤانا
ويقتُلني مكْرُهم مرّتين
أرى وجهيَ الآن غائما في الدّخانْ
أرى صورتي نائمه في هدير البلادْ
فلوْ كان لي أن أردّ إلى لُغتي الخطوة الواثقه
كنتُ راوغتُ وجْهَ الرّصاصه
وأجّلتُ قُبلتَها الحارقَه
ثمّ غنّيْتُ مع صاحبي في الحياة
" على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة "
~الشّاعر
لطفي الشّابّي، جوان 2011~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.