في جحيم الغربة،،، للشّاعر عبد الجبّار العلمي

الشّاعر: عبد الجبّار العلمي

في جحيم الغربة

قال ابن القارح متمثّلاً قول الزّاهد أبي بكر الشّبلي : " إنما فكري أنّ الحيوان كلّه لا يدخل النّار إلاَّ بعد الموت، ونحن ندخلها أحياء "

مهداة إلى أخي الذي رحل إلى بلاد الغربة في ميعة صباه ، وإلى كل مغترب خارج وطنه.

رأيتك في جحيم العالم الأرضي 
رأيتك راسفاً في القيد والأغلال 
رهينَ المحبسين : القوت والغربة
تذيب الصّخرَ
تزرع غابة الإسمنت ِ
تغرس شمسك الوهّاجة الأضواء في الثّلجِ 
ينز الدّم والعرقُ
تجف بجسمك الأعراق، تحترق ُ
تجوع، وتثمر الأشجارْ
وتظمأُ، تنبع الأنهار في الوطنِ
وتسأل صارخاً رضوانْ :
"أتنسج من خيوط الموت لي كفني 
أصابع هذه الأعوام في الغربة ؟"

تهبّ عواصف الأشواق والتّذكار في القلبِ
فتقلع غابةَ الأشواك والصّبّارْ
تزور مرافئ الأحباب و الصّحبِ
على صهوات موج الحلم والأمل ِ 
وترشف من كؤوس الأفق عطر الفجر والصّبحِ
ترى الأطيار تخفق في حقول الصّحوِ
تنشد نغمة الفرحِ
وتسأل شاعر النّعمانْ : 
"أيدخل قبل موته صاغراً إنسانْ 
عباب جهنمّ الأهوجْ ؟ "
"متى ياشاعر النّعمان ْ
تُدَّقُ نوافذُ الصبحِ
وأدخل جنة الرّضوانْ؟ "

~الشّاعر: عبدالجبار العلمي~