الشّاعر: عادل الدرّة |
أشواق
عوجوا على دارِ الأحبّةِ واسألوا * مـــا ذنبُ صبٍّ في هواكم يُقتلُ
العينُ يؤنسها خيالُ جمـــــــــالكم * والشوقُ في كبدِ المتيّمِ مِـــرجلُ
والنفسُ لا تهفو لغيرِ ديـــــــاركم * والقلبُ إنْ ذُكرَ الحبيــــبُ يهلّلُ
فمتى أكحّلُ عينَ شوقـــي هــانئاً * يا سعدُ منْ هاموا وما يوماً سَلوا
هـــــــــامَ الفؤادُ بذكــركم متولّهاً * يرجو الوصــــولَ لحيّكم أو يأملُ
مدّوا الأكفَّ لكي أشمُّ أريجهـــــا * وأتيــــــهُ من فيضِ الودادِ وأنهلُ
روحــي تســــافرُ كلَّ يومٍ خمسةً * وتعودُ من بعدِ الأحبّةِ تعـــــــولُ
اللهَ يـــــــــا تلكَ الديار وحسنها * يا ليتَ لي بينَ المنــــازلِ منزلُ
يـا ليتنــــي عبداً لبعضِ عبيدكم * فأكــــــونُ كـــالملكِ المتوّجِ أرفلُ
إنّـــــي رأيتُ العاشقينَ بحانهم * فرطَ الهيامِ علــى الحبيبِ تدلّلوا
فجلستُ عندَ البــابِ أرجو شربةً * ورعونتي منعتْ كؤوساً تُذهلُ
سفرٌ بلا أدبٍ يشيــــــــــــنُ بأهلهِ * وأنا المســـافرُ سلوتي أتسوّلُ
فإذا الجـــــلالُ تبلّجتْ أنوارهُ * الوجدُ في عنتِ النّفــــــوسِ يزلزلُ
يــــــا سيّدي أنتَ المُرادُ لعاشقٍ * أشواقهُ بين الضلــــــوعِ تجلجلُ
كلُّ المدائحِ فـــي سواكَ كواذبٌ * ومديـــــــحُ أحمدَ بالقصائدِ يُجملُ
يـــــــا أهلَ طيبةَ يا كراماً إنني * أشقــــــــــــى بذنبٍ للكواهلِ يُثقلُ
نفســـــي بدنيا الزائلينَ تعلّقتْ * وعيونُ عقلي بالجهــــــــالةِ تُسملُ
حتّــــى إذا بـــان المشيبُ بمفرقي * والعمرُ ولّى واللّـــــيالي ترقلُ
عــــــــادتْ تعاتبني سنينٌ أدبرتْ * ماذا بهــــا قدْ كنتُ جهلاً أعملُ
والعمرُ أنفــــــاسُ الفتى معدودةٌ * من بعدهــــا نحو المقابرِ نُحملُ
لولا مـــحبّتكم لكنتُ مـــــضيّعاً * فبحبّكم عند اللّقـــــــــــــا أتوسّلُ
أنْ يغفرَ اللهُ الذّنــــــوبَ جميعها * والعفوُ من لدن الكريمــــــِ يؤمّلُ
حــبُّ النّبيّ وآلهِ فرضٌ علــــــى * كلِّ النّفوسِ الطّائعـــــــاتِ منزّلُ
مــــــــا كانَ يوماً حبّهُ قولاً مضى * حبُّ النّبيّ عبــــــــــــادةٌ وتبتّلُ
قدْ خُصَّ بالخلقِ العظيـــــــمِ لوحدهِ * فهو المنزّهُ عـن هوىً ومبجّلُ
وهو الرؤوفُ بأمةٍ ورحيمهـــــــــا * وهـــــو المتوّجُ بالجلالِ مُكمّلُ
يــــــــا رحمةً مُهداةَ يا علمَ التّقــى * الخيرُ مــــن كفيّكَ دوماً يهطلُ
يـــــا ليتني قرْبَ المقــــامِ سُويعةً * وبها العيونُ بحسنهـــــا تتكحلُ
فتطيــــــــــــبُ آلامي وتبرأُ علّتي * وأتيهُ في حبِّ الحبيـــبِ وأثملُ
~الشّاعر: عادل الدرّة~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.