 |
| الشّاعرة: أمل زغل (خنساء فلسطين) |
قصيّ من مهده ... يتكلّم
فرعون
أضحى من مذبحه حيّا
يجوب البلاد ..
فرعون
يختال بسحرته ..
ويلملم
الكهّان ...
وينادي
الثّعالب والذّئاب ..
فرعون ..
على مائدة من أشلاء الطفل العربي..
يجمع كلّ
أقرانه.. الكلاب
فرعون
... يجمع الرّجال
ليدوس
بنعاله الهامات ... والرّقاب
................
فرعون
... يحشد الكهالى ..
ويمرغ
بالعار ضفائر الصّبايا
................
فرعون
... يلطّخ بنذالته ..
وشاحات
... الأمّهات .. الحبالى
................
فرعون
... يدنّس بقذارته ..
طهر
...العذارى
................
فرعون
... يضرّج .. بالدّماء
وسادات
... العرائس .. البكارى
................
فرعون
... يحفر .. في الأرض
قبورا
... جموعا .. تراها.. أو فرادى
فرعون
... يعتلي ... ظهور الشّيوخ ...
ويقول ألّهوني ...
فأنا(
ربكم الأعلى(
................
توافدوا
... تدافعوا ... قبل أن تحلّ عليكم
لعناتي
... وتشتدّ عليكم كرباتي
أقبلوا
.. هيّا ... وتزاحموا عند مواضع القدم
وقبّلوا
منّي ... الزّنود .. قبّلوا منّي كفَّيَّ .. والقدم
وإيّاكم
ومعصيتي ...
فسأردي..
قتيلا
كلّ ثائر
منكم
ما بين
الحفر
والرّدم
................
فرعون
يبحث ما بين الأنقاض عن أشباه موسى
فرعون
يقتل في ساحة الأمويين .. كلّ يوم ..
ألف ألف موسى
ولا يبحث
لموسى عن مرضعات
فهو يخاف
أن يشبّ في أرض العرب رجالات
ويكون
... لفرعون وحشده .. هول وويلات
لذلك أمر
فرعون .. أن تموت في العروبة..
كلّ الفلذات..
وأن تحرق
ملامح الرّجولة عن كلّ اللّوحات
................
كل يوم
يقتل فينا موسى ... قبل أن تلثمه قبلات الأمّهات
وقبل أن
تفرح به الجدّات ... وتتقبّل به التهنئات
وقبل أن
تصدح في أذنيه ... أسماء الله والتكبيرات
................
بيوت
العزاء تنصب لموسى
قبل أن
ينسل موسى من بطون الأمّهات
وحليب
المرضعات ... يصادر
قبل أن
يدرّ الثّدي ... باللّبأ.. بالخيرات
ليموت
موسى عطشانَ... في حجر المستشفيات
وما بين
أنقاض الآهات واللّوعات...
وعلى
ضفاف بردى .. وبين الينابيع الباكية .. والبحيرات
ويهوي
موسى قتيلا ... وعمره لا يتجاوز السّاعات
................
ولكنّ
عيسى في المهد الآن ... ما تكلّم
أما راعه
... ما كان لموسى ... لقصيّ .. لمحمد...
لليال ..
من كآبة المنظر
تكلّم ..
يا عيسى ... نصرة لكلّ الأطهار .. تكلّم
تكلّم ..
بحقّ ربّ القرآن والإنجيل.. تكلّم
تكلم .. في
زمن الصّمت الأسود تكلّم ..
وفجّر من
أمام .... فرعون
براكين
.. وزلازل.. وحمما غاضبةً ... تزمجر
تكلّم
... وافتح لكلّ الفراعنة ... أبوابا.. في سجين... وجهنم
رحماك ..
ربّ موسى وعيسى ..
متى
جميعنا من خرسنا
سنتكلّم
؟
شعر: أمل زغل (خنساء فلسطين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.