الشّاعر عدنان الريكاني |
يا جارة الوادي
(( حروفي لم ترضع الانكسار، و مخاض الذئاب في بطون الغور يحكي قصصا أسطوريّة..
عنقاء جاثية بظلّها على مدينة لم ترَ النّور و قطعت بها سبل الحياة منذ عقود.. وظلّت
أناملي تعزف له النّاي بأنين ليبارك الوادي ويخلع ثوبه المرصّع بالماسات الزرقاء و
يدر بالماء...))
حرثت بشفاهي
تلك الرّابية الخضراء
وانتشلت منها بذور اليأس
فكوني معي حتّى لو كنت ضدّي
و خلوت بالنّجوم لأشكو
ما بداخلي من صراع
فمن يعيرني جوادا
يبسق الرّيح و يعلو
فوق السّحاب..
يمتلك جناحين
و له ريش النّعام
صهيله صاعقة برق
ترنّحه كرمح الخيزران
يشقّ غبار الفرسان
بلمح البصر
نائلة أنت أو يا آلهة
الخصب ديار قلبي
دثّرت بسنوات عجاف
و سنابل حرفي مرفوعة
الرّأس فارغات ..
مشكاة الرّسل ممنوعة
الاقتراب و الطّور خلع نعليه
والجودي راكع أمام عتبته
موصودة كلّ الأبواب
مغلوفة موجوعة
تلك الابستامات..
نائلة أنت أو يا آلهة
الخصب ديار قلبي
ديار قلبي أسكنه أعقاب
من الهلاك ..
تدفّق شريان الدّمار
نظام الكواكب آلت للخراب
كلّ هذا أضربه
في سراب
أم أنّ الجمع مستفحل
بينهم كالغواني و نادلة
تغمز بكؤوس الشّراب
أيّ تشريع هذا
في سفر أشعيا
أو في سفر التّكوين
بل لعلّه إحياء العظام
رميما من حبّات التراب
نائلة أنت أو يا آلهة
الخصب ديار قلبي
أعتنق منذ سنوات
رماد العشق المختار
يحبو فوق أمواجهة قلمي
ليصرخ بصوف القصيدة
فتهيج الحروف مصفرّة
كأنّه خريف العمر ..
أو أنّ القيامة وصلت الأعقاب
ولم يبق منها جيل
يتذوّق بعده طعم الانتصار
فلا تكوني للشّرود نبيّا
ولا تكنزي غابة الأشباح
فأشجار البلوط تخفي
بداخلها ما للكهنوت من أسرار
فأفيقي من سحر العيون
واخلعي ثوب خدر الظنون
وعانقي رياض محبّتي باستمرار
عدنان الريكاني
19 / 7 / 2013
19 / 7 / 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.