وجوه عربيّة،،، عبد المنعم السايح

وجوهٌ عربيّة

وجوهٌ منزوية عن ذاتها ..
لا تعرفُ جغرافية محيّاها
و لا مصبّ مجرى الدّمع من أهدابها
وجوهٌ تلتفّ كأغصان الأمازون عن سرّها
تخفي وراءها ريبَ ملامحها ..
تخفي وراءها حكايات الأشياء
و صدى صرخات الأنباء ..

وجوهٌ خائفة ..
تخافُ أن يوشي بها الدّهر
فهلاكًا تنفطر ..
تخافُ من احتباس تنهيدة في الصّدر
أن تزفر بها شهقةً لفرط الضّجر
تخاف أن يفترسها النظر
فحسدًا تموت... ثمّ تقبر

وجوهٌ صامتة.. متجمّدة
فقدت في لحظة غفوة النخوة
هي وجوهٌ متدنية ..
مُرِيبة ..
غريبة ..
مشتّتة بين شهقة و تنهيدة
ضائعة بين بسمة و حيرة
مرتبكة بين انتهاك و غيرة
مهزومة بين باطل و شرعية
منهمكة بين رذيلة و قضية

وجوهٌ خجلة من يوم غد ..
يوم تلقى نواصي الفكر منغلقة
لا تفهم شيئا...
بل لا تستفهم ..
هاربة من واقع الألم
و ساعات تفضي بها إلى موارب النّدم
هي عقول ساذجة ..
هي عقول متجمّدة ..
أضاعت حلم الأمس من يدها
أضاعت نسائم الهمس من أنفاسها
فاختنقت بهيدروجين عبوديتها

أَوَ تسألوني من هذه الوجوه الدنية
أَوَ تسألوني من هذه العقول الغبيّة
هي وجوه الأسى ..
وجوه لا تزال تخشع للات و العُزّى
وجوه حلّلت لنفسها الأذى
هي الوجوه العربية الموحشة !!

الشاعر عبد المنعم بن السايح

الشاعر: عبد المنعم السايح