نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~ نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~ نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~
إنّ الشّعر كلامٌ راقٍ يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان ~ نزار قباني ~ إنّ الشّعر كلام راقٍ يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان ~نزار قباني ~

الاثنين، 9 سبتمبر 2013

أوجاع قصيدة بمناسبة وداع معالي الدكتور أحمد العيادي حفظه الله،،، بقلم الشاعر محمد القصاص


الشاعر محمد القصاص

أوجاع قصيدة
بمناسبة وداع معالي الدكتور أحمد العيادي حفظه الله
بقلم الشاعر محمد القصاص



وطني .. فدّيتُـكَ بالدِّماءِ وليتَـهَــــا تـوفيـــــــكَ مهرَكَ والمُهُـــــــورُ ضُــرُوبُ
عجلونُ يا جَسَدَا ترنَّحَ بالأســــــى جـامُ الأسى في روضِها مَسْكُـــــــــوبُ
فَتكتْ به أوجَـــــــــــــــــاعُ ألفَ مُصِيـــــبَــــــــةٍ خُطَّـتْ بِحِبرٍ لا يَجِفُّ مُريــــــبُ
أبنــــوكِ يرضَونَ الهــــــوانَ بِذِلَّـــــــــةٍ والكلُّ في جَنَـبَــــــــــــــــــــــــاتهـــا منكـوبُ
فالحُبُّ يـــــــــــا عجلونُ ظلَّ بخافقِـــــي دهراً يلازمُ خَافقي ويَجـــــــــــــوبُ
عجلـــــــــونُ يا أرضَ الكراماتِ التــي أمستْ حَديثا للورى مَكتـــــــــوبُ
يا بؤسَ أهلكِ إن أضاعوا فرصةً باتوا على جُنْـحِ الهوان رُكُــــــوبُ
واليومَ يا أردنُّ حظُّك عـــــــــــــــــــــــاثـــــــــرٌ والكلُّ في أرجـــــــــــائهِ مَرعُـــــــــــــوبُ
فالطيرُ تشكــــــو البؤسَ في وَكَنَاتهـــا فعلا البكاء بأرضهـا ونحـــــــيـــــبُ
أمّا الأراملُ والعجـــــــــــــــــائزُ ههنـــــــــا ندبتْ بغيـــــضٍ حَظَّهــا المنهــــــــــوبُ
ويلٌ لقومــــــــــــــــي كيفَ يَرضونَ الأسى في بيتهم إن تدلَهِــمُّ خُطــوبُ
فالموجعــــــــاتُ إمَّا تتالتْ بغتـــــــــةً ألفـتْ على خـدِّ الزَّمـــــــــــانِ نـــدُوبُ
في غـــــــــــــــابِكِ الخضراءُ بَوحُ دفــــاتري والقلبُ في أفيائها مَكْــــــــــــروبُ
والحرفُ ظلَّ بأرضِها يغفـو على جالِ العَذابِ بجمرِها المَشْبُــــوبُ
فهنا روابي الطيب تنعش خاطري أما السواقي ..بالحِنيــنِ تَـــذوبُ
وهنا طيورُ الروضِ تصدحُ بالأسى أما البلابلُ صوتُها محجــوبُ
لا يعرف الأوجــــــاعَ إلا مـــــــدركٌ والجرحُ ينزفُ والدِّمـــــــــــاءُ سُكــــــــــــوبُ
أبنـــاءُ عمِّي في البلادِ تفرَّقــــــــوا بعد الأسى تلكَ الوجـــــــــوهُ قُطـــــوبُ
هـــــذا يعُضُّ على الهوانِ أصــــابعـــا أمّا فهذا قد يكون كئيـــــــــــــــــبُ
يـــــــا غربةً طالتْ وذنبــــــــــي أنّنــــــــي لليومِ أشعرُ أنّنــــــــــي لغريــــــــــــــــبُ
أحيــا كنسرٍ والجَناحُ مُكسّرٌ والقلبُ من شظفِ البُعادِ صَويـبُ
مــــــــا كــــــــانَ ذنبي في الجَفــــاءِ وحيلتـي إلا لأنِّي في الأنــــــــــامِ غريـــــــبُ
أمضيتُ أيّـــامَ الشَّبــــابِ بِغُربَـــةٍ والشَّوقُ يُشعلُ خافقي وَيُـذِيــــبُ
أهلــــــــــــي وأولادي يلاقـــــــــــــــوا غُرْبَـــــــةً طالتْ وأمَّـا حالهم فصعيــــــبُ
كَبُــرُوا بآلامٍ تواكبُ عمرَهُــــــمْ فَشَقِيــــــتُ أمَّـــا عَيشُهُـم فَرَحِيــــــــــبُ
أواهُ يــــا بؤسَ الحَياةِ وظلمِهـــــــا فالعينُ جــالـتْ بالدّمــوعِ تُجيـــــــبُ
عفوا أيـــــا عجلونُ لا تتألّمــــــــي إنَّ العيــــــاءَ بأضْلُعِـــي مَحْســــــــــوبُ
دكتورُ أحمدُ أنتَ رَمزُ فخارِهــا أما الجميلُ لفضلكُمْ مَنســــوبُ
ما كنتُ أحْسِبُ للوفــــــاءِ ضَريبـــةً حتى بدى بالخافقيــنِ وجيــــبُ
دكتورُ أحمدُ كنتَ خيرَ منــافــــحٍ والكلُّ يعلمُ كم أتتكَ سُغــــــوبُ
وبنيـتَ من أجلِ العلومِ شَوامخاً صَرحاً يظلُّ مع الزَّمان مَهيــبُ
يــــــــا أيّها الصِّنديـــــــــدُ أنتَ مُكَــــــــرَّمٌ وفِعـــالُ مثلِـكَ مــــالَهنَّ غُــــرُوبُ
لا تبتئسْ فهنـــــــــــا رجــــــــــالُ عُـــــــزوَةٌ يحنونَ هاماتِ الوفــــا فيطيــبُ
أنتَ الكريمُ وأنتَ أخلصُ قيِّــــمٍ عجلونُ تعرفُ جودَكُم وقُلُـــــــــــوبُ
سيروا على نَهجِ الحَبيبِ مُحمـدٌ فاللهُ من فَـوْقَ العِبَــــــــادِ رقيـــــــــــبُ
واللهُ حَسْبُ الظالميــــنَ وخَصْمُهُـم ما ظَـلَّ نذلٌ في الأنــــــــامِ كَـــــذوبُ
الشّاعر محمد القصاص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

free counters