نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~ نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~ نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~
إنّ الشّعر كلامٌ راقٍ يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان ~ نزار قباني ~ إنّ الشّعر كلام راقٍ يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان ~نزار قباني ~

الأحد، 14 أكتوبر 2012

تمرين في الرّقص،،، للشّاعرة ماجدة الظّاهري


اللّوحة للفنّان التّشكيليّ الفلسطينيّ خالد نصّار

تمرين في الرّقص

وأنتَ مُنْشَغِلٌ
بِسربِ النّوارِسِ
الموغِلِ في الخَفَقان
أسْقُطُ مِن السِّرْبِ
أثْقَلَ أجنحتي
رذاذُ الحِبْرِ المَنذورِ
لآخِرِ الأغنياتْ
أمُدُّ الجَناحَ شِراعاً للحُلْمِ
تَعالَ ـ أناديكَ ـ نُفَتِّشُ
في كُروم الرّغباتِ
عن آخِرِ خُطواتِنا المُعلّقَةِ
عَلى سُلّمِ اللّحْنْ
***
أذْكُرُ أنّ الموسيقى خَفَتَتْ
وَتَماهَيْنا في الرَّقْصِ
لعلّها الرَّقْصَةُ الأخيرةُ تِلْكْ
حَرّكَ رَأسَهُ قَليلاً
كَمَنْ يَنْفًضُ غُبارَ الفِكْرَةِ
عَنْ أزاهيرِها
أشارَ إلى المَوْجِ يَعْلو
هَلْ نَسيتِ أنَّها
التّمرّن على الأولى؟
تَعالَيْ
هِيَ الكأسُ ظَمْآنَةٌ
وَرَذاذُ الشَّوْقِ مُوسيقى
والكُرومُ غافِيَةٌ
نَهْمِسُ في أذُنَيْها
فإنْ أطاعَتْ
نُغَنِّ وَنَمُدُّ الغِناءَ نَبيذاً
وَإنْ أبَتْ...
قَرَعْتُ لَكِ أجْراسَ هَوائي
وَهَدْهَدْتُ الغَيْماتِ بِغِنائي
فَتَسْقيكِ وَتَسْقيني
واللّيْلُ...
أراهِنُ أنَّهُ
عَلى مَرْمى أُغْنِيَةٍ مِنَ اللّحْنِ
سَيُطيلُ ظَلامَهُ
والفَجْرُ كَذلك
سَيَرْصُفُ أشِعَّةَ الشَمْسِ
سُلّماً موسيقيّاً لِلَحْنٍ جَديدْ
فارقُصي أرْقُصي وارقُصي...
***
 أخْطو فَيَخْطو العِطْرُ
عابِقاً مِنَ المَوْجِ
يَقْرَعُ المَراتيجَ أجْراساً
وَتُزْهِرُ الحِكايَةُ
أأخْرُجُ مِنْكَ؟
أمْ تَخْرُجُ مِنّي؟
والأبْوابُ تَلوذُ بِنا
اهْتَزّ البَحْرُ
عانَقَ ضِفَّتَهُ المُشْتَهاةَ
وَرَقَصْنا
هُنا رَبَطْنا نَسَغَ الحُلْمِ
لِشِراعِ القَصيدَةِ
فَأطْلِق ـ قُلْتُ ـ عَنانَ الكَلِماتِ الحَبيسَةِ
وَلْتوغِلِ النّوارِسُ في الخَفَقانِ
وَإنْ عادَتْ؟.. قالَ.
لِيَكُنْ. قُلْتُ.
فَلْتَأتِ وَلْتَرْحَلْ
وَلْتَأتِ وَلْتَرْحَلْ
سَأقيمُ هُنا
لَنْ يُدْمي الكَأسَ نَبيذُ الفِكْرَةِ
اِشْرَبْ
سَيَفُكُّ اللّيْلُ ضَفائِرَهُ
حَتْماً سَيَفُكُّ ضَفائِرَهُ
فَتَعالَ
ماذا لَوْ نَصْنَعُ مِنْ رَقْصَتِنا
رُفوفاً
للقَصائِدِ
والأُغْنِياتْ؟
غَنِّ...
غَنِّ لي
ها يَدي...
تُلامِسُ بحراً فوق السّماءْ
يَتَماوَجُ تُفّاحاً يَنْضُجُ
فَمَن ذا
أأنْتَ أمْ أوفيدُ
الّذي يَسْتَعْجِلُ قطف الحبّات؟
أيُّها البَحْرُ مَراكِبي انْطَلَقَتْ
فَرِفْقا بِها
شدّ ريحك لخاصرتي
وارقص معي



~ الشّاعرة: ماجدة الظّاهري~

الشّاعرة ماجدة الظّاهري



هناك تعليق واحد:

  1. رائعة هذه الرقصة مع الريح.
    ريح البحر التي لطالما أخذت بأشرعتنا الى آفاق المجهول .
    شكرا لهذا الحرف المبحر في الألق.
    علاء الأديب
    بغداد

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

free counters