أحدّث في الخفا نفسي
وأسأل عن صدى أمسي
فما قد عاد لي زهو
وحلّ الشّيب في رأسي
أقضّي العمر في ملل
وأصبح مثلما أُمسي
أنا المخطوف من عمري
أنا المقتول في حسّي
وحيدا عشتها الدّنيا
أقاسي غربة النّفسِ
لمن أشكو عذاباتي
جفاف الماء في كأسي
سئمت اليوم من أملي
وعشت مرارة اليأس
تلاشى زهو ذاكرتي
وجفّ الحرف في همسي
وخارت روح عاطفتي
وهان البأس في بأسي
فهل من بعد أحزاني
سيشرق بالسّنا أُنسي
وهل لي ملجأ إلاّ..
تراب الأرض في رمسي
أردّد حسرتي الحرّى
وأزفر حرقة اليبسِ
عزيز في زمان الذلّ
يشرب لوعة البؤسِ
بكأس صرفها مرّ...
فيا لَلبؤس من كأسي
أنا الإنسان أين النّاس
هل ضاعوا مع الأمس
أنا الإحساس أين المدرك
الأنفاس في نفسي
أنا المتروك.. قد رحلوا
رفاقي وانتهى عرسي
وفضّت كلّ أفراحي...
وماتت في السّما شمسي
حقول العشق قد ذبلت..
وجفّ الماء عن غرسي
فهل من غيمة تسعى
لتنقذ ميّت الغرس
وهل من فجر أمنية
سيهزم لعنة النحسّ
أحدّث في الخفا نفسي
وهل تصغي سوى نفسي؟
الشّاعر العراقيّ: علاء حسين الأديب |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.