لأنّها حوّاء
لم تقترف ذنبًا..
سوى أنّها الخطيئة الأولى
- مضمّخة بالورد -
ولأنّه لا يبدع إلاّ حين يحبّ!
تشكّلَ عبرَ جدائلها..
مدائن من ياسمين
كانت بوّابات زهره الأثير..
لا يعبر صراط الإبداع
إلاّ إذا عبَرها...
فكانت هي القصيدة..
لتكون المعادلة..
لا شاعر كائن بلا - هي
-
لأنّها هي..
تتكلّل سماواته بالبياض
وحين لا هي..
تصبح المعادلة..
تمثالا خالي المشاعر
بها يكون قدّيسًا نبيّا..
يتّسع مداه..
كونا مفتوحا
يخطو خطوته الأولى.. والأخيرة..!؟
حين لا حدود لخطواته
فكيف لا يكون في الجنّة
إذ احتوته نسغًا إلهيا
طاعنًا بالنّبوءات...
أسيرها.. آسرها
بكفّيها النّدى.. - سرّه الخطير
-
محمّلا بها...
يشكّلها خلاصات..
مسافات وردٍ.. شرفات...
بها يتجدّد نبضه
وعطرٌ واحدٌ متأصّل..
لا يشبعُ روحه...!
حين هو خليقة الله الأولى..
وروحه الأول في الأرض
ناجاه طامعا مستوحشا
بلمسةٍ تؤنسه...
وكانت بَسْمةُ الخلاّق
روحًا تهدهده..
- هي الحياة -
تزيل سحائبه...
تعيد الشَّدْوَ لبلابله
تنسكب شلاّل الضّوء بين يديه..
وهبها الرّقّة..
القوّة.. الجمال..
الضّعف فيه..!
تاقت نفسه لها
قبل أن تكون...
اضطربتْ كلّ جوارحه
لمعانقة هبة الله..
أدرَكَهُ الفناء انتظارا
تعالتْ مناجاته...
صمت.. ضجيج...
ولادة النّور من ضلع آدم
إنّها حواء..
خلاصة العبير من الزّهر...
عطر الرّوح اللاّمتناهي
أصل الضّوء في آدم..
أورقَتْ أشجاره
تسلّلتْ إلى جوارحه رعشة الحياة..
عزفها دهشة المعنى...
فعمّدته شاعرا نبيّا..
واحدا.. وحيدا
وما زال منذ تلك اللّحظة الكونيّة
يشرّعها عطورا.. وشهقات...!
~الشّاعرة: مريم
جبران عودة~
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.