الشّاعر المحتار بن إسماعيل |
شرف الشهيد
أوفــت المــأســاة للـفــــذّ اعـتـبـــــارا
* لـم تـدع للدّمـع فـي الـعــيـن انهــمـارا
ألهمـتـنــي الصّبر عـن ضـيـم نـفـوس * عـن شـهــيـد ما غـدت يـومـا حـيـارى
لا قـذى الـخـنـسـاء يـؤتـيـها دمـوعـــا * أو أسـى في القـلب عن عـيني توارى
زغـردت فـي الأذن أصـوات كـأنّـــي * لا أعـي فـي الحـيّ ما يــبـكـي الدّيـارا
خـلـتـهـا الأعـراس دبّـت فـي ربـوع * هـبـّت
الأصـداء تـوفــيـها انــتــشـارا
لا وعـمري، بـل هي الأرجاء ردّت: * " ذا شهـيـد الحـيّ يـؤتـيـنا
افـتخــــارا "
لا أهـاب المـوت نـادت روح شـهــم * شامخا بالعـنـق لا يـخـشى احـتـضارا
لاعـتـصـام قـــام لا يــثــنــيــه ردع * عــزم حــرّ للـرّدى هــبّ اخــتــيــارا
بــاســلا قــد شــدّ طـوعا عـن ذراع * طاردا مـن دسّ فـي الـقــوم احـتــقـارا
رافـعــا آيــات حــقّ فـي احـتـجــاج * دعّ كــالأقـــزام مــن عــاثــوا قـــرارا
مـثـل أنـذال رأوا فــي الـفـرّ مــنـأى * ما أفــاد العــذر إن صاغـوا اعـتـذارا
أضحـكـوا الأفـواه مـذ هـبّـوا فـرارا * مـا وعــوْا فـي الفــرّ كم يعني انتحارا
مـسـتـمـيـت، ثـابـت أحـمـيـه حـيّــي * لا أنـــي إن زان إلــهـامـي الـجــدارا
ذاك مــا أبــديه مـن أقـوال حـقّ * صغـت فـي الإعـلام مـن حـبـري ابتكارا
مـن دمـي إن جـدّ للـقنّـاص قــتـلي * قد أفي الحيـطان من حـبري احـمـرارا
كي يـخُطَّ المـوت عـنّي بـاعـتـزاز * ما حوى الـوجـدان من عـزمي شرارا
كلّ لـفـظ خُـط في الحـيـطان عنّـي * حلّ فـي قـبـري ومـن ربّـي اغــتـفارا
فاكتـبوا بـالـنّـقـش مـا قد قلت حـقّـا * " بالنّـضال اليوم أحيي تـشي غـفارا "
لا لحــرب فــي عــصابـات أنــادي * بـل رحـــيـلا أو بــمــا حـــقّ أشار
أبـتـغــي ردّ اعــتـبــار مــن أنــاس * ظــلـمـهــم بـل غـيّــهــم حـقــدا أثار
حـقّـنا فـي العـيش قـد أضحى لزاما * لـم يـعـد لـيل الضّـنى يـمـحـو النّـهار
حـقّـنا فـي الشـغل فرض بل و أمر * بـالبـناء الـيوم قــد نــؤتـي انـتصارا
عـش كريمـا ذاك مـيـثـاقي تـجـلى * مت عـزيـزا ما عـنى المـوت انـدثارا
بـعـد مـوت فـي جنان الخـلد نحـيا * مثلما بـالخـلد يحظى " تشي غـفـــارا "
~المختار بن إسماعيل~
وركت اختنا قويّة وبورك الشاعر المتألق المختار.
ردحذفعلاء الأديب
بغداد
شكرا لمتابعتك وتشجيعك المتواصل أخي علاء
حذفوهيبة