نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~ نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~ نادي الشّعر: أبو القاسم الشّابّي، تونس ~~
إنّ الشّعر كلامٌ راقٍ يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان ~ نزار قباني ~ إنّ الشّعر كلام راقٍ يصنعه الإنسان لتغيير مستوى الإنسان ~نزار قباني ~

الأربعاء، 24 يوليو 2013

قراءة في قصيد « سارق النّار"..للدكتور عبد السلام الفيزازي... زهور العربي

الشّاعرة زهور العربي



قراءة في قصيد « سارق النّار"..للدكتور عبد السلام الفيزازي

ما أصعب" الكلام على الكلام" خاصّة إذا كان على كلام الأكاديميين والنّقّاد، وها أنا كمن يُقبل على جبل بقادوم، لكن أغراني هذا القصيد بالقراءة عشقا، لأنّني لا أحترف النّقد، ولا امتلك آلياته، ومع ذلك سألجه متسلّحة بحبّ الكلمة الجذّابة والمربكة، وهذا ما توفّر بقوّة في هذا النّصّ.
فمنذ البداية يربكنا الشّاعر بصورة غريبة، تعكس حالة يمرّ بها، فيصيب السّحابة بالعقم، ويرمي بها في جبّ، ربّما لترتوي، أو لتغتسل من أدرانها، أو لتحبل في زمن العقم... لكن ما فائدة حبلها وقد دحرجها من سماء العطاء؟ وهل ستجد في هذا الجبّ ماء أم ستوأد فيه ظمأه ؟!! ثمّ ما فائدة الرّحى التي تغزل الصّوف عوض إشباع الثفال دقيقا وترحمه من النسيان وربما هنا (النسيان ) هو الجوع؟
إذن وضعنا الشاعر في إطار عقيم، فلا سحابة تروي ظمأ الثّرى، ولا رحى تشبع الجياع وأتوقّع أنّنا سنكابد وجعا عميقا على امتداد القصيدة.
سحابة عاقرة غزت الجبّ ضحى
من يغزل الصوف على الثّفال المنسي؟

ليواصل تدفّقه ثورة وألما واستغرابا من أبناء جيله، أو وطنه أو أمّته أو من ذاته، فهنا الكلّ متّهم.. إذ كيف تُهمل الميمنة ( جحدوا الميمنة) وما أدراك ما الميمنة ويلجئون للنّواجد يقضمونها، ولست أدري ربّما يقصد بالنّواجد (الميسرة ) البخيلة والآثمة بمرجعيّتنا الدينيّة الّتي لا تنفع حتّى نفسها يوم العرض ومع ذلك يفضّلونها عن الميمنة العامرة... إنّها المفارقات في زمن طواحينه تلوك هواءها الأجوف وتكسّر مجاديف هازميّ المسافات والتّواقين للمعالي ( تعجن سيقان زرقاء اليمامة ) 


جحدوا الميمنة وعضّوا النّواجد الحمقى
فقلت: دع البهلواني يعتصر الجفن المدمى،
هي طاحونة الهواء خلف الأرداف
تعجن سيقان زرقاء اليمامة


لذلك يصرخ فيهم إخبارا وتصريحا لا تلميحا أنّ الميسرة لا تجود إلاّ بالخزي، وما عساهم يجنون من (الخوازيق) إلاّ الفاحشة والمهانة... هي حقيقة موجعة يجلدهم بها و(هم) تعود على الكافرين بالكرم والعطاء و العاشقين لوهن الميسرة. 
هي الخوازيق تغادر الميسرة ولا يتوقّف الشّاعر عن كشف المفارقات التي فجّرت ثورته ،و أجّجت بوحه، فيعلن أنّ البحر لم يعد محتاجا لعصا موسى، وأنّ زمن المعجزات ولّى ومضى، ولا مكان للعصا المقدّسة في زمن أغبر قبيح الفعل والتّاريخ، فيه الحيتان تتسلّى بنفشه نهدي جارية أضاعت مرود زينتها لتلبس القبح صورة أخرى لعقم من نوع آخر واستعارات بليغة أغلبها من الطبيعة ( بحر... ريش. حيتان ) فهل يكون البحر هو الوطن.. والحيتان هم المستغلّون فيه والجارية أو نهداها هذه الحياة الهباء ؟
والبحر انشق في غياب العصا..
حيتان البحر تنفش نهدي جارية
كحلها المرود المفقود؛

وبعد أن كان الشاعر باثّا وهم المتقبّلون والمتكلّم وهم السّامعون، نزل من برجه العاجي أو من منصّته لكن ليس للحوار معهم، ولست أدري ربّما ترفّعا عن بني جلدته، أو على الفئة التي جحدت الميمنة، فهل يكون (هو) واحد من أصحاب الميمنة الّذين يعانون الجحود؟ إذن لم يتحاور معهم بل كان يرد على أسئلتهم بسؤال في بادئ الأمر ثم تدفّق يجيبهم صفعا بحقائق موجعة، وكأنّي به يجلدهم أو يؤنّبهم وكالعادة طوّع الطبيعة وهو البدوي المسكون بها، ووظّف عناصرها كأبدع ما يكون في لوحته الشّعريّة التي وصف فيها عدما من نوع آخر (خراب.. أرض البوار... لا حنطة... السنابل.. قوس قزح ) السنوات العجاف.
خراب اليوت ينحت لأرض البوار،
فلا حنطة خارج السنابل السبع
لا لونا يزوج حزام قوس قزح

ثم يوغل بنا الشاعر في التّاريخ، فيعود بنا إلى عشرة آلاف سنة من خلال سؤاله عن أقدم مدينة تاريخيّا، وهي (أريحا) ويذكّرنا بالنّكبة وهو يحدّثنا عن برتقال "يافا" المميّز، هذه المدينة العريقة التي أصبحت بعد النكبة تابعة لبلديّة إسرائيل لذلك أتى السؤال بطعم العلقم، و اعتذرت (أ رشليم)، فيذكّرنا بحقيقة تاريخيّة أخرى تبرّر اختياره لهذه المدينة دون غيرها، فهي من أكبر المدن الفلسطينيّة وأيضا ستكون عاصمة فلسطين المستقبليّة كما ورد في إعلان الاستقلال الفلسطيني الذي تمّ توقيعه في الجزائر سنة 1988.. هذه صورة أو درس في التاريخ نطّلع عليه من خلال صورة شعريّة مميّزة تكشف أزمة شاعرنا ونقمته على أمّته و على بني جنسه الأغبياء الذين يجهلون تاريخهم ويغطّون في سبات عميق.
سألوا مرة أريحا عن برتقال يافا
فاعتذرت بروشليم وعضت
على الشفاه المدماة

ومع ذلك ها هو يخبرنا عنهم، وعن أسئلتهم أو اهتماماتهم بأسلوب سرديّ سلس، لا يخلو من شاعريّة شفيفة، وها هو يحاول أن يغلب قتامة إبعاد أسئلتهم بصورة شاعريّة، من قاموس نزاريّ، وكأنّه ينبش عن الجمال في عالم غزته قبّرات البوادي الّتي لا ينقطع نحيبها، وكانت الإجابة دمعة بريئة عذراء ربّما تغسل آثامهم أو تبلسم (الجرح الآتي) ولست أدري عن أي جرح يحيلنا شاعرنا؟ لكن أظنّ أن الأمر مرتبط بما سيسرده.
سألوا مرة قبرة البوادي عن فيروز الشطآن
فسالت دمعة مريم على الجرح الآتي.

ومن القبّرة ينتقل بنا إلى "اليراع" الّذي سألوا عنه (هم ) هنا غربة من نوع آخر بين ( قلمه والورق) وبالتّالي غربة الكلمة الّتي يؤمن بها شاعرنا ويعتنق رسالتها، لكنّ الإجابة كانت قاتلة أو سوداويّة فقد وسّع الهوّة بين البياض والسّواد و ضاعت الحقيقة واستفحلت المفارقات السائدة في واقعه، لذلك لجأ إلى الطبيعة مرّة أخرى ووظف ألوانها (السواد... البياض .. احمرّت ..)، فهمت الآن سبب دمعة مريم، ولكن ما نفع تلك الدّمعة أن لم تطهّرنا أو تنقذ الجياع من دروبها الدّامية؟
سألوا مرة عن قصة اليراع فقلت:
اعتذر البياض عن السواد
اعتذر السواد عن البياض
واحمرت ثنايا الجياع..

بعد هذا اللهاث وراء ( هم ) وبعد جدال مرهق للرّوح قبل الجسد، كأنّي بالشّاعر يتوقّف ليأخذ أنفاسه، لكن هيهات أن يرتاح أو يُريح، وذلك هو قدر من يحمل هموم عصره فها هو يذكّر(هم) و(نحن) و(هو) بالإطار العدم الّذي تدور فيه الأحداث. 
سحابة عاقرة غزت الجب ضحى

من يغزل الصوف على الثفال المنسي؟


وحين اشتدّت القطيعة ( بينه وبينهم) لجأ إلى( هي ) في صورة محبوكة الصّنعة واستعارات ذات دلالات ومرجعيات مختلفة منها الأسطوري والديني والطبيعي والحسّي.. في أسلوب مختزل سهل ممتنع. إذ انّه يختزلها في «عيناك" فيشخصنها ويواجهها بالحقيقة ويتّهمها بالجحود مثل (هم ) فهي تغطّي همومنا بوهم أمل... بنور فانوس مجوسيّ وما تعنيه النّار والشمس في هذه الدّيانة وهي أقدم ديانة توحيديّة فهاتان العينان تريدان أن نرى إلا الخير، كترجمة لمعتقدها بوجود إله الخير، وتبرير بأنّ كلّ ما نعيشه أتانا من هذا الإله الذي لا يأتينا منه الشّرّ، وهي دعوة ضمنيّة للاستكانة والتسليم بأمر الواقع... لكن لماذا أوقدت الفوانيس خلف التّلال؟ ممّن تختبئ يا ترى ؟ 
جحدت عيناك مرثية الليالي
وأوقدت فانوسا مجوسيا خلف التلال،

وبعد أن اختار الشاعر العين ليخاطبها باستثناء كلّ الحواس الأخرى باعتبارها دائما الشاهد والمتّهم بطبيعة وظيفتها ( الرؤية)، ها هو يوغل بنا في الحضارة المصريّة الفرعونيّة وقدماء المصريين ويستحضر ربابتهم ويشخصنها ويتّهمها هي الأخرى فهي رغم عراقتها وأصالتها (مستعارة.خجولة... صمتها عار... تراقص أبراج بابلية ).
لنعيش معه أزمة من نوع آخر، فالمعروف أن الرّبابة يستعملها شعراء المدح قديما، لذلك نجدها تموّه وتراقص الأطلال (الأبراج البابلية ) وتغيّبنا عن واقعنا أكثر فأكثر، وتحبسنا في حضارة بابليّة مرّت عليها دهور بل تسحبنا إلى الخلف حتّى لا نخطو خطوة إلى الأمام، ومع ذلك لا احد يحتج و"لا أحد يصون ناقة الله " غير الفراغ وصمت الفلوات... 
رويدك أيتها الربابة المستعارة،
خجولة في صمتك العاري
تراقصين أبراجك البابلية
ولا احد يصون ناقة الله،
غير جلجلة الفلوات..

لذلك يغيّر الشّاعر الوجهة إلى الطّبيعة ليشخصن سراديبها ويتّهمها اتهاما صريحا بالجحود والتّربص به وذلك بتشريع (بوابة الفراغ )، استعارة جميلة لكن متى كان للسراديب بوابات ؟ ونحن نعلم أن فراغها هوّة سحيقة !!

أيّتها السراديب المشرعة على
بوابة الفراغ.. رتلي تعاويذ الأولين

ويتدفّق يحاسبها، ويجلدها بأسئلة لا تخلو من استغراب، ويتّهما بأنّها استباحت صولة جواد ،وليس أيّ جواد إنّه أرعن، ومع ذلك لم يسلم من هوّتها، أتراه يقصد شخصه، أم عيّنة من أصحاب الميمنة التي تجرّ أوزار فترة تهلهل فيها الكلام، وشوّهت فيها مسيرة ابن عربي الصّوفيّ، إذ كيف لمن اعتنق الحب والصّفاء والسّمو أن تخرج من تحت جبّته الفصائل المقاتلة!؟
من أباح لك صولة جواد ارعن
من هلهل الكلام في حضرة المنجمين..
عجبا تخرج الفصائل من بردة ابن عربي..
توت الشعارات على رنة النبال
ودبكة مدية أهل مدين..
فجأة ينتقل بنا الشاعر من الأرض ويعلو بنا ليخاطب موجوعا النّجمة القطبيّة..ترىمن كسرها؟
كسروك أيتها النجمة القطبية
ويتدفّق يصف واقعا مأساويا تغزوه المفارقات في أسلوب سرديّ ملحميّ يعكس قتامة المرحلة وغربة الذّات المنسكبة المتألّمة بسبب وضع عربيّ مزر يسوده التّنافر والتّناحر وتكثر فيه المنابر الجوفاء وتُسلب فيه الموازين..
(قيراطا قيراطا ) ولا نجن غير الخواء 
وانسلت الموازين قيراطا فقيراطا..
عساكر ومنابر ترتل
مرثية حبلى
الكوفية تكفر البصرية..
والرهان واحد،
واحد،
واحد،..

وفجأة يتقهقر الشّاعر، ويخاطبهم في نبرة حزينة، وأكاد اسمع حشرجة تذبح حنجرته، وكأنّه يعظهم ويلومهم، ويكشف لهم عوراتهم، ويبيّن لهم أن الاختلاف لا يُفسد ودّهم، ولا يدفعهم للقتل في الأشهر الحرم ولا لهذه النّظرة التي تسود بينهم، وهنا في هذا المقطع نلمس غربة عميقة يعيشها شاعرنا فهو في وادي و(هم) في واد مواز، ممّا يجعل الهوّة تتّسع بينهما ويستحيل التّلاقي.
قد نختلف فلم القتل في
الأشهر الحرم..
قد نجوع ونعرى فلما
النظرة الشّزراء

ولمّا اشتدّ به الوجع، ارتمى في حضن الوطن يرثي حاله هو الآخر في لوحة قاتمة الألوان، مستعملا مفردات من قاموس العدم، فهو وطن ضحيّة، قتيل بأيدي أولاده وبعدّة أساليب أخرى منها (..الفصائل.الكلمات...وآلات الدّمار..)
حبيبي يا وطني
تغتالك الكلمات
في أحداق الفصائل المفتعلة..
هذا دم الأحرار تجرجره آلات الدمار

وفي لحظة ضعف يندمج الشاعر مع بني جلدته ويتكلّم بصيغة الجمع (نحن )
نعم هي أوّل مرّة يشترك معهم، لكن في الهذيان، قمّة المرارة والغربة والتيه، صورة قاتمة أخرى تدمي روحه وتسربل الوطن الحبيب: (حبيبي يا وطني )

فمن يشتري منا الهذيان؟
ها ريش الحمام تجرفه أناشيد خفية،

ويطوف بنا في مدن هذا الوطن مبتدئا بالعاصمة وساحاتها البيضاء،مرورا بوجدة وفاس والقنيطرة. مدن علمته معهم قراءة الكف، لكن دون جدوى، فلم يفهموا لماذا تكتظّ بالمذابح، ولا ادري عن أي مذابح يحيلنا شاعرنا؟؟ 
هذه مدن علمتنا قراءة الكف
فها تكون أسوار وجدة ⁄ فاس والقنيطرة، و..
مكتظة بالمذابح..؟

وفجأة وهو يتكلّم بنون (الجمع) يصرخ مستغيثا: "لا تتركوني وحدي"، ترى لماذا أحسّ فجأة بالوحشة وهو بينهم؟ أكان فعلا معهم؟ أم انّه أخذنا في رحلة عبر الفلاش باك، وهو لا يزال يعاني الوحدة تائها كريش الحمام في مهبّ أناشيد صمّاء ،ينهش عظمه ثلج موسكو وتضيق به جدرانها ويغزوه ظلام أقبية مدريد ..وتسربله الوحشة 
لا تتركوني وحدي
فها ريش الحمام تجرفه أناشيد خفية..
موسكو ضاقت عنا
واعتمرنا داخل أقبية مدريد

وكالعادة يتوكّأ الشّاعر على التّاريخ ويهرب بذاته أو بنا إلى واقع أرحب ويخاطب الشيخ ابن عربي ويختزل فيه الطّهر والخلاص وكأنّي بشاعرنا يشتهي أن يعيش التصوّف ويغتل من أدران الوجع ويخلع أسمال هذا الواقع المقيت .
لك يا ابن عربي وحدك الماحية
ولنا التاريخ يجرجرنا
تحت أقبية إشبيلية البارحة..

ويتوغل بنا أكثر ليستحضر أرواح رجال دين (عقبة ابن نافع) وشعراء موجوعين مثله (ابن قزمان) والغريبة انّه يستحضرهم ثملا وهو في مشرب البيرة ويحيلنا على درس في الأخلاق ليذكّرنا بعيب استفحل في بني أمّته التي تأكل لحم بعضها ميتا فيحضر بذلك المربّي والفقيه في صورة بلاغيّة عميقة وتناصّ ذكيّ واستعارات مميّزة
أقرأ الكفّ في مشرب البيرة الفاترة،
ولا أرى غير عقبة وابن قزمان..
ليلة الجمعة علمتنا شواء اللحوم الآدمية
علمتنا ترتيل: أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا
فكرهتموه..؟

في آخر الرّحلة يصرخ الشاعر بمرارة مستاء من هذا الزّمن الذي استحالت فيه القيود هدايا تُسعدنا..ويعود ليطوف بنا في مدن وطنه هذه ال، ن التي يرتبط بها نشأة ودراسة وعملا واستقرارا ، ويعود ليذكّرنا بنفس المذابح التي تكتظّ بها نفس المدن ،ويرمي بنا في حيرة أخرى وغربة أعمق حين يعلمنا أن يراعه يرقص رقصة الطّير المذبوح ،وانّ الهوّة بينه وبين الحقيقة مازالت بعيدة وسحيقة وهو حال كلّ الشّعراء الذين ينشدون عوالم أرحب وأنقى في زمن تغزوه المفارقات وغابت فيه القيم 
الله يا زمن السلاسل المنتقاة هدايا، 
صباح الخير يا مدنا
علمتنا قراءة الكف؟
فها تكون أسوار وجدة، فاس، القنيطرة..
مكتظة بالمذابح,,؟
سألوني مرة عن رقصة اليراع فقلت:
أعتذر البياض عن السواد،

بالفعل كانت رحلة في رحاب قصيد نثري، بأنامل ناقدة ،وظّفت بذكاء ثقافات مختلفة وحضارات: إسلامية وبابلية وأندلسية وأوربية و وشخصيات :تاريخيّة وأدبية وإسلامية ومدنا و معاجم مختلفة، خاصّة المعجم الطّبيعي، فقد استنزفه شاعرنا ليحبك صوره ويعكس انكساراته، بأسلوب مميّز وتكثيف شديد، واستعارات مدروسة، وتناصّ في أغلب المقطع بطريقة عكست عمق وثراء ثقافة شاعرنا لكن ليته فتح أمامنا منفذا للأمل في نهاية قصيده المثخن بالوجع والغربة والأسى والثورة على الواقع والوجود والوطن وأبناء جلدته. 
~زهور العربي~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

free counters