ديوان: عربيّة وأفتخر للشّاعرة زهور العربي |
عربيّة و أفتخر، مجموعة شعريّة للشّاعرة زهور العربي ، صدرت حديثا عن شركة الزّرلّي للطّباعة بالكاف و توفّرت على 108 صفحات من الحجم المتوسّط.
وضمّنت الشّاعرة مجموعتها الجديدة قصائد متفاوتة الطّول وفي نوعي قصيدة التّفعيلة وقصيدة النّثر... وما يستوقفنا في هذه التّجربة الجديدة لزهور العربي تجاور الذّاتي بالموضوعيّ إلى حدّ الانصهار في كيان واحد هوّ الوطن ، لذلك اختارت أن يكون العنوان : "عربيّة و أفتخر" صورة لهذه الثنائيّة المتلازمة، صورة المرأة الممتلئة بماضيها و هويّتها وحريّتها و صورة الوطن العربيّ الّذي يحلم بالخروج من دائرة الهزيمة منذ كارثة النّكسة سنة 1967 و الانعتاق من كلّ أشكال التخلّف والوهن و الانغلاق :
"عربيّة
انبثقت كالحلفاء من جوف العطش
تشكّلت كالبلّور من الرّمل واللّهب
جلدي مصهود يقوى على الصّبر
على الجلد
كنت فضيحة
عورة توأد قبل أن...توجد
وسلعة تباع وفق عرض وطلب
عربيّة
من صلب آدم
من ضلعه الصّلب... كالوتد.." (ص 33)
و لئن كان الشّعر رسما بالكلمات مثلما قال الشّاعر نزار قبّاني و فضاء للتّشكيل اللّغوي من زاوية نظر اللّسانيين فإنّ الشّاعرة تنشئ عالما لغويّا خاصّا تناجي فيه روحها في منحى صوفيّ متعدّد المراجع و تهجس أيضا بغربة الأنثى و تعبها و تمرّدها من خلال استدعاء النّهج الرّومنطيقيّ ...فالقلب هو منبع الشّعور والحلم و الرّفض و التمرّد :
"أيّها القدر
سأتحدّى أحزاني
ومن شجوني سأبتسم
سأحيل دمعي ... غيثا
يحيي النّبات... و الشّجر
أيّها القدر
عليك حتما ... سأنتصر
و تأخذ من عنادي... العبر..." (ص41)
و تتنوّع النّصوص الحافّة في قصائد زهور العربي ، فهي أسطوريّة ودينيّة وواقعيّة لتصوغ صورا ظلّت محافظة على انزياحات تخييليّة واعية من الضّيق إلى الامتداد ، ومن المتاهة إلى اليقين...
تدرك الشّاعرة روحها في تدفّق صوفيّ عميق...و تنتصر لإرادة الأنثى في علاقتها بالآخر، و تصوغ الوطن البديل و المشتهى رغم هموم العرب:
"عربيّة
قنبلة موقوتة
لغم... يتفجّر
في وجه كلّ أعداء العرب
عربيّة أعانق ... أمجادي
أحيا... لأولادي
أعشق هواء... بلادي
تؤلمني... كلّ هموم العرب" (ص 34)
"عربيّة وأفتخر" للشّاعرة زهور العربي ترسم عالمها الخاصّ بلغة صفتها الهدم والحلم وفي الشّعر تحلم اللّغة و تضحك الصّورة... مثلما يحلم الإنسان ويضحك بعد طول اغتراب....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.