قراءة في قصيدة: حزن البنفسج لجودة بلغيث، بقلم سمير الخياري
الشاعرة جودة بلغيث |
لوحة تمثلّ
أوج قلق الذات و يأسها. لا وجود لفسحة من أم . وبالطبع فإنّ وجع الذات له أسبابه
الذاتية والخارجية. وأظنّه كذلك بالنسبة لجودة. فهي لا تنطلق إلاّ من داخلها لترسم
وجعها الّذي نكتشف أنّه وجع وطن بل الإنسانية بأسرها. يتشوّه كلّ شيء هنا. أبت
جودة أن تلوّن لوحتها إلاّ بالأسود أو مزيجا من الأسود وغيره من الألوان لكن تبقى
الغلبة له وتبقى اللّوحة قاتمة دونما إشراقات. كأنّها تقول: الأسود يليق بي في هذا
الموسم الذي نعيشه فمن حداد وحداد ورمضان دونما أعياد وصيف بلا رائحة ولا فل ولا
ياسمين. بلاد تضيع خطاها نحو الفرح. فهاهي عشتار رمز الحبّ والخصب والاطمئنان تفقد
طمأنينتها فهي على باب السؤال حائرة وتتوالى الصور حاملة نفس المرارة حجر الصمت
يبتلع عشبه مرارة الأنين يلوح بمناديل الوجع الأمل سراب القلق يقيم طقوسه في معابد
سريالية ودون شكّ سيتلوّن في صور مرعبة لم يرسمها بيكاسو وكلّ هذه العوامل هي التي
تفسّر سبب خوف زهر البنفسج ونحن بالفعل نعيش الخوف من القادم ماذا سيكون مستقبل
البلاد. نتخلص لنقول إنّ الشاعرة خائفة وقد رسمت عوامل خوفها بدقّة بعيد عن
المباشرة والمحاكاة ولذلك أراها أبدعت.
سمير الخياري
الشّاعر: مير الخياري |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.